بحضور عدد من رواد ورائدات الأعمال والطلاب والطالبات ، نظمت غرفة أبها لقاءً حوارياً ثرياً بعنوان "تجارب ملهمة"، مع أول مرشد السياحي متخصص بفنون الطهي التراثي علي العساس الذي سلط الضوء على تجربته الناجحة و الملهمة التي تحوّلت من عالم التكنولوجيا إلى ترسيخ التراث السياحي وفنون الطهي الشعبي في منطقة عسير. استضاف اللقاء، الذي أدار فقراته الأستاذ عبد الله الشهري، الأستاذ علي العساس ، أول مرشد سياحي متخصص في فنون الطهي العسيري، ومؤسس "مجلس العساس" التراثي، الذي أصبح علامة سياحية فارقة المنطقة الجنوبية. سرد العساس رحلته الشخصية التي بدأت منذ عشرة أعوام كمصمم مواقع إلكترونية وبرامج حاسوبية، ليتخذ منعطفاً غير متوقع في مساره المهني، مشيراً إلى أن ملاحظته تكرار استفسارات السائحين الزائرين لعسير عن المأكولات والأطعمة التقليدية للمنطقة كانت الشرارة التي أشعلت شغفه الجديد، ولم يترك العساس هذه الملاحظة تمر مرور الكرام، بل سعى جاهداً لتلقي العلم، حيث انتقل إلى منطقة جازان للحصول على دورة تدريبية متخصصة في فنون الطهي، كما لجأ إلى المصادر الأصلية للمعرفة: كبار السن من الرجال والنساء في المنطقة، ليتعلم منهم أسرار الأطعمة العسيرية الأصيلة وطرق إعدادها. أنتقل الحوار للحديث عن "المائدة الجنوبية" بثرائها وتنوع نكهاتها الأصيلة، والتي شكلت الأساس الذي بنى عليه العساس علامته الشخصية المميزة، لم يقتصر نجاحه على تقديم الطعام فحسب، بل حول تجربة الأكل إلى رحلة تراثية ثقافية فريدة يقدمها في منزله، جعلت منه وجهة سياحية لا تكتمل زيارتها دون التوقف عنده، ولم يبخل العساس بتجاربه الغنية، حيث امتدت مساهماته إلى المجال الأكاديمي، ليصبح محاضراً يدرّس طلاب كلية السياحة والضيافة في جامعة الملك خالد، ناقلاً لهم خبرته العملية ومعرفته التراثية ليرسخ أسس الجيل القادم من رواد هذا المجال. في ختام اللقاء دار حوار مفتوح أجاب خلاله العساس على استفسارات الحضور حول مختلف الجوانب الحياتية والمهنية لتجربته، مؤكداً أن الشغف والإصرار هما مفتاحا تحويل أي فكرة إلى واقع ملموس وملهم.